في حي القابون الدمشقي، حيث تربّى على قيم الكرامة والعزة، نشأ الشهيد عمر أحمد عليان.

وُلِد عمر عام 1996، وكان شابًا يافعًا في زهرة شبابه مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، لكنه لم يكن كغيره من الفتيان، فقد كان يحمل في قلبه همَّ الوطن والحرية. رغم أنه كان في السابعة عشرة من عمره فقط، إلا أن من يعرفه كان يظنه أكبر سنًا بسبب رجولته المبكرة، فقد كان شجاعًا، ملتزمًا بدينه، لا يقبل الذل والمهانة.

حين اشتدت الثورة في حي القابون، لم يستطع أن يقف متفرجًا، فالتحق بصفوف الجيش الحر ليقاتل دفاعًا عن أهله وأرضه. لم يُرِد أحد أن يعرف عمره الحقيقي، فأخفى هويته حتى لا يشكك أحد في قدرته على حمل المسؤولية. انضم إلى مجموعة نضال الخطيب (أبو ياسين)، وتمركز في نقطة خطاب، حيث كان يقاتل مع رفاقه بثبات وإصرار.

"استشهد صائما"

وفي 14 يوليو 2013، خلال شهر رمضان المبارك، وبينما كان عمر صائمًا يؤدي واجبه في النقطة، انتهت مناوبته، وخرج للحظات، لكن القناص كان له بالمرصاد. أصابته رصاصة غادرة في قدمه، شلّت حركته، لكنه لم ييأس، وقبل أن يتمكن رفاقه من إنقاذه، أصابته رصاصة أخرى في خاصرته. تبعها رصاصة أخرى استقرت في ذقنه وخرجت من رأسه، ليسقط شهيدًا في مكانه.

استشهد عمر أحمد عليان في ميدان الشرف، صائمًا، ثابتًا على مبادئه، ورافضًا أن يقع في أيدي النظام البائد. لم يخف، لم يتراجع، قدم روحه دفاعًا عن حي القابون وأهله.

دفن الشهيد في مقبرة مؤسسة الكهرباء في حي القابون، حيث يرقد الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم ليبقى وطنهم حرًا.

والدته، رغم وجع الفقد، تتحدث عنه بكل فخر، فابنها لم يعش طويلًا، لكنه عاش عزيز النفس، ومات كما أراد، بكرامة وشرف. تقول:

"الحمد لله أنه استشهد، فقد كان رجلاً رغم صغر سنه، ولم يقبل الذل يوماً."

رحم الله الشهيد عمر أحمد عليان، وأسكنه فسيح جناته.