ولد الشهيد محمد خليل عليان عام 1990 في حي القابون بدمشق، ونشأ في كنف عائلة تؤمن بالحرية والكرامة. منذ الأيام الأولى للثورة السورية عام 2011، كان من أوائل المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع يهتفون ضد الظلم والاستبداد، مطالبًا بالحرية لوطنه وشعبه.
في عام 2012، وفي شهر رمضان المبارك، كان محمد صائمًا ينتظر أذان المغرب ليفطر مع عائلته، لكنه لم يكن يعلم أن يد الغدر ستخطفه قبل أن يكمل صيامه. قبل الأذان بربع ساعة، اقتحمت عصابة من شبيحة نظام الأسد منزله، واعتقلوه بوحشية كما فعلوا بالكثير من أبناء القابون الذين كانوا جزءًا من الثورة السورية.
تم اقتياده إلى حي تشرين، حيث تعرض لأبشع أنواع التعذيب الوحشي، جسده كان شاهدًا على الحقد والكراهية التي يكنها النظام لأهل القابون. لم يكتفِ الجلادون بالتعذيب الجسدي، بل أنهوا حياته بدمٍ بارد، ليغتالوا بذلك صوته الذي صدح يومًا بالحرية.
بعد أيام، تم العثور على جثمانه في مشفى المجتهد بدمشق، حيث حاول نظام الأسد التغطية على جريمته بتحميلها لأهل القابون، في محاولة يائسة لتشويه الحقيقة.
دُفن الشهيد محمد في مقبرة القابون، ولم يتمكن أحبته حتى من إلقاء نظرة أخيرة عليه. كانت تلك أقسى لحظات الفراق، فالألم لم يكن فقط في خسارته، بل في غياب أي فرصة لتوديعه كما يليق بالشهداء.
رحم الله شهيد الحرية محمد خليل عليان، وأسكنه فسيح جناته.