وُلد الشهيد محمد جمال عبد الواحد في عام 1990 في حي القابون بدمشق، ونشأ في كنف عائلة كريمة، معروفًا بدماثة أخلاقه وحبه لوطنه. مع اندلاع الثورة السورية في عام 2011، انضم جمال إلى صفوف المتظاهرين السلميين المطالبين بالحرية والكرامة.
في يوم الجمعة، 15 يوليو 2011، الذي أُطلق عليه "جمعة أسرى الحرية"، خرج جمال مع أبناء حيّه في مظاهرة سلمية حاشدة جابت شوارع القابون، حيث تجاوز عدد المتظاهرين 27 ألف شخص. رفعوا الأعلام وهتفوا للحرية والإفراج عن المعتقلين، مؤكدين على سلمية حراكهم.كبـريـت | Kebreet
أثناء سير المظاهرة ووصولها إلى ساحة الحرية عند مدخل الحي، فوجئ المتظاهرون بإطلاق نار كثيف من قبل قوات الأمن والشبيحة دون سابق إنذار، مستخدمين الرصاص الحي والغازات السامة لتفريقهم. في خضم هذا الهجوم، تعرّض جمال لرصاصة غادرة من قناص، دخلت من كتفه وانفجرت في رئته.
تحامل جمال على جراحه
برغم إصابته البليغة، تحامل جمال على جراحه وأصرّ على العودة إلى منزله مشيًا. تم نقله لاحقًا إلى مشفى المجتهد لتلقي العلاج، إلا أن الإصابة كانت قاتلة، ففاضت روحه الطاهرة إلى بارئها، لينضم إلى قافلة شهداء الحرية في ذلك اليوم الدامي.
شهدت القابون في ذلك اليوم مجزرة مروعة، حيث ارتقى 14 شهيدًا وأصيب 115 جريحًا، نتيجة القمع الوحشي للمظاهرة السلمية. كان من المقرر عقد "مؤتمر الإنقاذ الوطني السوري" في الحي يوم 16 يوليو، إلا أن المجزرة حالت دون انعقاده، كعقاب لأهالي القابون على احتضانهم للمؤتمر.
في اليوم التالي، السبت، توافد الآلاف من المشيعين إلى الحي للمشاركة في تشييع الشهداء، حيث امتلأ الجامع الكبير وساحاته بالمصلين. تحوّل التشييع إلى عرس للشهداء، وصدحت الحناجر بالتكبير والهتافات للحرية، مؤكدين على استمرارهم في طريق النضال حتى تحقيق مطالبهم المشروعة.كبـريـت | Kebreet
استمرت أيام العزاء ثلاثة أيام، تحولت إلى احتفالات بذكرى الشهداء، حيث نصب شباب الحي الخيام لاستقبال الوفود القادمة من مختلف المناطق، مؤكدين على وحدة الصف والصمود في وجه الظلم.
رحم الله الشهيد محمد جمال عبد الواحد، وأسكنه فسيح جناته، وجعل دمه ودماء رفاقه نبراسًا ينير درب الحرية والكرامة للشعب السوري.