في القابون، أحد أحياء دمشق، ولِد خالد جمال الهبول عام 1985، وعاش حياته كشابٍ طموحٍ يحلم بمستقبلٍ أفضل لوطنه. لكنه لم يكن شخصا عاديا، بل كان يحمل في داخله رفضًا للظلم، وإيمانا عميقا بالحرية والكرامة.
البداية: صرخة في وجه الطغيان
مع انطلاق الثورة السورية في 2011، كان خالد من أوائل من خرجوا في مظاهرات القابون، يهتفون ضد نظام بشار الأسد، مطالبين بالحرية ورحيل النظام القمعي. لم يكن يخشى قوات الأسد وأجهزته الأمنية، بل كان صوته يعلو فوق القمع والترهيب، مؤمنًا أن الكرامة تستحق التضحية.
وفي الأشهر الأولى للثورة اعتقلته قوات نظام الأسد للمرة الأولى، وزجت به في أحد معتقلاتها الأمنية، حيث تعرض للتعذيب كما الآلاف من المعتقلين. لكن صموده لم ينكسر، وبعد فترة خرج من السجن بعد مفاوضات، ليعود مجددًا إلى الشارع، مصممًا على استكمال مسيرته الثورية.
الاعتقال الأخير: الطريق إلى مسلخ صيدنايا
لم يكن خالد غافلًا عن الخطر، لكنه لم يكن من أولئك الذين يتراجعون. ومع اشتداد القمع عام 2013، واصل نضاله في صفوف الثورة. لكن يد النظام لم تتركه طويلًا، اعتقلته قوات الأسد مرةً أخرى، واقتادته إلى واحدٍ من أكثر الأماكن رعبًا في سوريا: معتقل صيدنايا، الذي يُعرف بـ "المسلخ البشري".
شهادة تحت التعذيب على يد نظام الأسد
داخل أسوار صيدنايا، واجه خالد ما لا يمكن تخيله من تعذيبٍ ممنهجٍ على يد جلادي نظام الأسد، الذين حوّلوا المعتقل إلى مصنع للموت.
وفي عام 2015، استُشهد خالد تحت التعذيب، لينضم إلى آلاف الشهداء الذين أعدمهم نظام الأسد في زنازين صيدنايا.
ترك خالد خلفه طفلين، بنتًا وصبيًا، لم تتح لهما الفرصة ليعرفا والدهما، فقد اختطفه النظام منهما وهو في عزّ شبابه، لكنه بقي حيًا في ذاكرة من عرفوه، وفي قلوب كل من آمنوا بقضيته.
رحل خالد، لكنه لم يُهزم…
بقي اسمه شاهدًا على جرائم نظام الأسد، وبقيت صرخته في شوارع القابون ترددها الأجيال: "الحرية قادمة، مهما طال ليل الاستبداد."