العودة الى صفحة قصص الشهداء

الشهيد الذي وهب نفسه لوطنه – بشار أحمد الطواشي

الشهيد الذي وهب نفسه لوطنه – بشار أحمد الطواشي

في قلب حي القابون الدمشقي، حيث تنبض الحياة بين أزقته الضيقة وتعلو أصوات الأطفال وهم يلهون، نشأ الشهيد بشار أحمد الطواشي، الذي ولد في 30 يناير عام 1981. كان وحيد والدته عفاف الصيرفي، متزوجًا وأبًا لثلاثة أطفال، يعيش معهم في دمشق، ويعرف بين أهله وجيرانه بخلقه الرفيع، طيبته، واحترامه للجميع. لم يكن يؤذي أحدًا، بل كان مثالًا للشاب الصالح المحب لعائلته ووطنه.

وعندما اندلعت الثورة السورية، لم يقف متفرجًا، بل التحق بصفوف الشباب الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن حقوقهم، وعمل بإخلاص وتفانٍ، وكان دائمًا يردد كلماته التي أصبحت وصيته: "وهبت نفسي للبلد."

لم يكن يبحث عن مجد شخصي أو مكاسب دنيوية، بل كان حلمه الوحيد أن يرى وطنه حرًا من الظلم. وعلى هذه الطريق، نال ما تمناه، إذ طالته رصاصة قناص غادر في 30 أكتوبر 2013، بينما كان يدافع عن أرضه في حي القابون، عند جامع الغفران.

كان استشهاده صدمةً لعائلته، خاصةً لأخته التي تروي قصته اليوم والدموع تملأ عينيها. كيف لا، وهو فقيد قلبها، الذي كانت تراه الأمان والسند؟ لكنه لم يغب عنهم سوى بجسده، أما روحه فبقيت حيّةً في قلوبهم، محفورةً في ذاكرة كل من عرفه.

"اللهم الصبر لقلوبنا..."

دفن الشهيد بشار الطواشي في مقبرة الشهداء بحي القابون، حيث يرقد الكثير من الأبطال الذين ضحوا بحياتهم لأجل الوطن.

"اللهم الصبر لقلوبنا..." تقول شقيقته، وهي تستودعه الله، راضيةً بقضائه، لكنها تعلم أن وجعه لن يزول. عزاؤها الوحيد أنه مات كما تمنى، وأن الله عوضه بالجنة التي لطالما دعا أن يكون من أهلها.

رحم الله الشهيد بشار الطواشي، وأسكنه فسيح جناته.

قصص ذات صلة

شهيد الحق: رضوان آبيل
قصص شهداء القابون

شهيد الحق: رضوان آبيل

اقرأ المزيد
الشهيد الفتى الذي رفض الذل – عمر أحمد عليان
قصص شهداء القابون

الشهيد الفتى الذي رفض الذل – عمر أحمد عليان

اقرأ المزيد
خالد جمال الهبول.. شهيد صيدنايا وضحية إجرام نظام الأسد
قصص شهداء القابون

خالد جمال الهبول.. شهيد صيدنايا وضحية إجرام نظام الأسد

اقرأ المزيد