وُلِد محمد رضوان تاج الدين رمضان عام 2003، ليكون شاهدا على عصرٍ لم يدع للأطفال حقّهم في الحياة.
نشأ محمد في حي القابون الدمشقي، فطنا ذكيّا، خفيف الظل، سهل المحيا، يملأ حياته حبّا ويملأ قلوب من حوله بهجةً. كان شعره الأشقر يتمايل مع الريح، وعيناه الخضراوان تعكسان براءة الطفولة التي لم تكتمل.
مع انطلاق الثورة، لم يكن محمد مجرد متفرج، كان يتراكض خلف المظاهرات، يلوّح بيديه الصغيرتين كأنه يقول: أنا هنا، لست صغيرًا على الحلم. لكنه كان صغيرا على الموت، رغم أن الموت لم يكن ليسأل عن الأعمار في تلك الأيام.
وفي يوم لن ينسى، يوم 5 تشرين الثاني 2014، كان محمد في مدرسته كما اعتاد، يشارك زملاءه الدروس والضحكات، لكنه لم يكن يعلم أن النظام سيحوّل تلك اللحظات إلى ذكرى أليمة ستحفر في القلوب إذ سقطت قذائف النظام الغاشم على مدرسته، لتحرم القابون من ورودها الغضّة. محمد لم يكن وحده فقد ارتقى معه زملاؤه: وليد زاهر عبد الواحد، عبد الرحمن شكور، محمد أيمن شكور، عبادة سمير جوعانة، معاذ عبد الواحد، علي نضال أبو آذان، رج سلمان زينو، عمر الطواشي، زاهر حسن عيد، محمد عمار المدني، حمدي البصال، وعمر أحمد كليزة.
دفنوا جميعًا جنبًا إلى جنب، كما كانوا في الفصل الدراسي، مصطفين لكن هذه المرة إلى جنان الخلد، حيث لا خوف ولا قصف، حيث الأمان الأبدي. كان يوم وداعهم قاسيًا، بكت القابون شهداءها، وبكى ذووهم أرواحًا لم تكتمل أحلامها، بكى الرفاق أحبتهم، لكنهم أيقنوا أن هؤلاء الشهداء قد تركوا أثرًا لن يُمحى.
رحم الله محمد رضوان ورفاقه، شهداء مدرسة الحياة، الذين غادروا الدنيا مبكرًا، لكن ذكراهم ستبقى حيّة في قلوب الأحرار.